الكاتب إدريس زوزاني

الكاتب إدريس زوزاني

الأربعاء، 26 فبراير 2014

"حصة الفتاة من الميراث في المجتمع الأيزيدي"

في حوار شيق جمعني بالأستاذ الدكتور جمال خزندار حيث كان لنا زيارة لضريح الخالدين في بارزان برفقة عدد من الأصدقاء، وكانت الزيارة موفقة، حيث تم استقبالنا من قبل ممثل الرئيس بارزاني هناك الشيخ خلات بارزاني وعدد أخر من المعنيين لنلتمس من خلالها كرم الضيافة وحسنها وبعد أخذ قسط من الراحة قمنا بجولة قصيرة في أقسام المتحف المشيد حديثا والمميز بجمال بنائه وروعة الحديقة المزينة بنافورة على شكل خريطة كوردستان، وبعدها توجهنا نحو مقبرة المؤنفلين البارزانين الذين تم إعادة رفاتهم مؤخرا وتشييد مقبرة جماعية لهم في بارزان، واخيرا توجهنا إلى العاصمة اربيل حيث كان هناك تبادل لحديث مع الدكتور جمال حول مجمل العادات والتقاليد الكوردية وضرورة تغيير قسم منها بما يتناسب والتغيير الحاصل في المجتمع الكوردستاني، كان لكل منا وجهة نظره بالحديث ليتم التطرق بعدها إلى آلية تقسيم الإرث في المجتمع الأيزيدي وماهية الآليات والقوانين التي يستند عليها الأهل أثناء تقسيم الميراث بين أفراد الأسرة الأيزيدية وبشكل خاص مدى المساواة بين الرجل والمرأة...
هنا استوقفني هذا السؤال المحير حول موضوع حساس كهذا وكان علي الإجابة بالرغم من عدم دقة المعلومات التي امتلكها أو القليلة نوعا ما نتيجة عدم وجود قانون الأحوال الشخصية للمجتمع الأيزيدي على الرغم من أن هناك مسودة مقدمة لبرلمان كوردستان لكنها لم ترى النور بعد لسبب ما ؟؟
لكن من خلال إجابتي كان معلوما بأنه لم يوافقني الرأي ولذلك بررت الإجابة بعدة نقاط وحسب مفهوم المجتمع الأيزيدي وكما يلي:
1.     يجب ان يعامل جميع الأبناء بنفس المقاييس والمعايير الإنسانية طوال بقائهم في منزل الأسرة وبدون تميز بينهم على أساس الجنس من حيث التربية والتعليم والحقوق والواجبات.
2.     تعامل الاسرة مع الفتاة خلال فترة بقائها معهم بأحسن ما يكون وحسب الظروف المادية للأسرة وعدم حرمانها من لوازم الحياة واحتياجاته طيلة فترة بقاءها في المنزل.
3.     تقديم منحة عينية ملائمة للفتاة أثناء الزواج مع تجهيز منزلها بكامل اللوازم وحسب الحالة المادية للأسرة.
4.     عدم حرمان الفتاة بعد الزواج من المساعدات المادية من قبل الأهل في حال كان وضعها ألاقتصادي سيء.
الا ان هذه المبررات لن تنفعني معه بالفعل ليتدخل بشكل قانوني مستندا على قانون الأحوال الشخصية
للمجتمع الإسلامي المعمول به في محاكم الدولة...
حاولت مجددا تبرير الوضع معه بعدة أمثلة أخرى تسبب في حدوث الكثير من المشاكل في المستقبل بين أصحاب الورثة عند التقاسم أو قد حدث منها في السابق بالفعل واذكر بعضا منها.
أولا. عزوف البعض من أزواج البنات من ذوي الدخل المتدني عن العمل لاستنادهم على أموال زوجاتهم كونها من أسرة ميسورة الحال.
ثانيا. قد ينتظر البعض من الازواج وفاة والد زوجاتهم من اجل الحصول على حصتها من الورثة للاستفادة منها.
ثالثا. قد يقوم بعض من الأزواج على ارتكاب الجرائم بحق والد زوجاتهم لغرض الحصول على حصص الزوجة من الورثة.
رابعا. قد يقوم البعض من الأبناء بارتكاب الجرائم بحق أخواتهم من اجل إبعادها وعدم مشاركتها الورثة.
خامسا. كثيرا ما يتزوج الآباء من امرأة أخرى جراء وفاة زوجته أو لأسباب أخرى، لذا قد يقدم الأبناء بارتكاب الجرائم بحق زوجة أبيهم خوفا من مشاركتها الورثة وطمعا بمال أبيهم وأملاكه.
كما يوجد هناك أمثلة أخرى كثيرة لسنا بصدد ذكر جميعها لكن في حال منح الأب ما يكفي لابنته من الأموال عند الزواج حينها قد أرضى بقية أولاده وجنبهم الكثير من المشاكل في المستقبل، ومن ناحية أخرى في حال زواج أي من الأولاد واجب على الزوج القيام بتحمل المسؤولية تجاه زوجته...
هنا قد تزوج احدهم من أسرة غنية والأخر من أسرة أوضاعها المادية ليست على ما يرام وقتها قد حلت مشكلة على الطرف الأخير لهذا أجد من الأفضل أن تنعم الفتاة بأموال أبيها طوال فترة بقائها معهم وتأخذ ما يكفيها من الاموال أثناء الزواج ثم الاعتماد على عمل زوجها من اجل بناء أسرة ناجحة بعيدة عن مشاكل الورثة.
لكنه في هذه ايضا لم يوافقني الرأي واعتبرني أميز بين الولد والفتاة من حيث الحقوق وعلى هذا الأساس اختلفنا في وجهات النظر والسبب يعود إلى عدم وجود قانون نستند إليه ونتعامل به بين المجتمعات الأخرى.
بكل تأكيد لست أنا الوحيد من أبناء هذا المجتمع يفكر بهذه الطريقة بل يوجد الكثير من يفتقد المعلومات حول مواضيع شائكة كهذه، لذ نطالب المجلس الروحاني الأيزيدي الإسراع إلى سن بعض القوانين الضرورية من اجل أن يتعامل بها أبناء هذا المجتمع...
أخيرا أود الإشارة إلى إنني مع كامل حقوق المرأة داخل المجتمع الأيزيدي من حيث المساواة والميراث والحرية والعيش الكريم، أما الذي جرى بيننا من النقاش هو واقع حال هذا المجتمع في الوقت الراهن أتمنى أن لا يرى الأجيال القادمة ما نراه نحن كما أتمنى أن لا يفكر البعض بأنني ضد إعطاء المرأة حصتها من تركة والدها على العكس تماما فانا أميل إلى منح الفتاة ما يكفيها من الاموال ويزيد عن حاجتها لتنعم بحياة أسرية سعيدة.
إدريس زوزاني
دهوك/26/02/2014

الأربعاء، 19 فبراير 2014

"مشاركة المرأة الكوردية في الأجهزة الأمنية والعسكرية"

بداية أتوجه بتحية خاصة إلى جميع نساء كوردستان لما بذلوا من جهد طوال تاريخ الحركة التحررية الكوردية جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل في كافة الثورات المشرفة، حقا أنها كانت ولا تزال السند القوي والمدافع الأمين عن هذه القضية العادلة التي واجهت جرائها الكثير من الصعوبات وذاقت مرارة العذاب طوال حياتها وتحملت قسوتها، لذا فهي تستحق كل التقدير والاحترام...
هنا لابد أن نشيد بالخطوة المهمة والفريدة من نوعها عندما نشاهد المرأة الكوردية تشارك اليوم في صلب أجهزة الدولة بكافة صنوفها وبكل ما تمتلك من الجرأة أثناء القيام بواجبها إضافة إلى الثقة العالية بالنفس عند تقاسمها ساعات العمل مع زميلها الرجل ومضاعفة الجهود من اجل الحفاظ على كرامة المواطن الكوردي وحماية ممتلكاته في الإقليم، وتعتبر المشاركة في هذا المجال خدمة جليلة يكتب لها التاريخ بحروف من ذهب لتؤدي بذلك إلى التغيير في واقع حياتها في المراحل المستقبلية...
إنما الذي يلفت الكثير من الأنظار والانتباه هو الإقبال الملحوظ والمشاركة الفعالة للعنصر النسوي مؤخرا في سلك الشرطة المحلية والعمل المتواصل مع زميلها الرجل بنفس الحماس في أوقات العمل بغض النظر عن كونها امرأة، لا بل تفتخر بان يكون لها الدور في جميع مراحل العمل شعورا منها بالمسؤولية المهنية في هذا المجال وهذه الخطوة نابعة من الإرادة القوية والوعي الكامل للمرأة الكوردية المعاصرة وهي تتقدم نحو هذا التوجه...
كما هو الحال عند مشاركتها في سلك شرطة المرور مع إنها على يقين ودراية كاملة بان هذا العمل فيه الكثير من الصعوبات من الناحية العملية سواء كانت الجسدية أو الفكرية منه إلا إنها أقدمت إليه بكامل حريتها، وقد تكون هذه سابقة جديدة تحدث في بلدنا مع أنها حالة طبيعية ومعمولة به في اغلب الدول الغربية دون أن يكون هناك فرق بين الجنسين أثناء أداء الواجب في هذا المجال أو مزاولة العمل في بقية الأصعدة، لذا فان تشجيع المرأة الكوردية في مثل هذه الخطوة الجريئة والمهمة واجب قومي ووطني...
إن المشاركة الفعالة للمرأة في القوات المسلحة وبقية الأجهزة الأمنية في إقليم كوردستان له الدور المشرف والحضور المميز في كافة مفاصلها، لذا على الجهات المعنية دعمها ومساندتها من اجل أن تتفوق في جميع خطواتها وتستمر في مسيرتها نحو الاتجاه الصحيح، لان العمل مع هذه الأجهزة ليست بالأمر السهل بل يحتاج إلى الكثير خاصة عندما تكون المرأة هي صاحبة الشأن... 
أخيرا تمنياتنا للمرأة الكوردية بالنجاح في هذه المهمة المباركة ولها الموفقية في هذا الاختيار السليم وبالرغبة الصادقة التي تواجه بها التحديات وعليها بالمزيد من الجهود ومضاعفة الخطوات المماثلة في كافة جوانب الحياة من اجل أن تنال حقوقها العادلة والكاملة.
إدريس زوزاني
دهوك/ 20.02.2014 

الخميس، 13 فبراير 2014

"تشرذم المراكز والجمعيات الأيزيدية في الخارج"

هاجر الكثير من أفراد المجتمع الأيزيدي موطنهم الأصلي وتوجهوا إلى الدول الغربية من اجل الاستقرار هناك جراء تردء الأوضاع المعيشية والأمنية الصعبة في بلدانهم وعلى اثر ذلك قرروا مواجهة معاناة الغربة وقساوة البعد عن الأهل والأقارب والحرمان من حنين الوطن والعيش في المهجر بالرغم من اختلاف العادات والتقاليد الاجتماعية مع المجتمعات الغربية...
وهنا تزداد الصعوبة على الأجيال الجديدة التي ترعرع في تلك البلدان لعدم استيعابهم خطورة الوضع جراء التغيرات التي تجري لهم في الكثير من جوانب الحياة وبشكل خاص الاجتماعية منها، حيث فرض عليهم واقع الغربة التقليد الجبري للكثير من العادات المنافية لمجتمعنا دون معرفتهم حجم التأثير السلبي على الجانب القومي والديني لهم، وقد يساعد القوانين المعمولة في تلك الدول على هذه الحالة ولأسباب عديدة، فمن جهة تأثير منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات حماية الشباب ومنظمات أخرى كثير تحت مسميات مختلفة تساعد على انخراطهم في تلك المجتمعات وحثهم على تعلم ثقافتها بغض النظر عن الانتماءات القومية أو الدينية وهذا ما يجعل البعض منهم ينحرف عن مجتمعه ويميل إلى ثقافة المجتمع الغربي...
كما علينا أن لا ننسى دور الدراسة والتعليم الإلزامي في تلك الدول وتأثير ممارسة النشاطات الرياضية ومشاركة المناسبات الاجتماعية بالإضافة إلى دخولهم في النقاشات الثقافية مع الطرف الآخر تؤدي إلى جرد هؤلاء الشباب من بعض الصفات القومية والتوصل بهم الحال حد محو وإزالة العادات والتقاليد الاجتماعية من ذاكرتهم...
لا يخفي على احد بان معاناة الهجرة كثيرة ولو أردنا الوقوف عليها سوف نخرج عن مضمون الهدف الأساسي لهذا الموضوع، لذا ابدأ الحديث عن تأثير الصراعات الداخلية للمراكز والجمعيات الأيزيدية في الخارج من الناحية الاجتماعية على أبناء هذا المجتمع.
يتأثر الدور المتدني لبعض الجمعيات والمراكز التي دون المستوى المطلوب سلبا على حياة المجتمع الأيزيدي في الخارج، وتتحمل الجهات الإدارية القسط الأكبر من هذه المسؤولية لعدم توليهم المهام الاجتماعي بالشكل الصحيح من خلال عملهم الغير منتظم التي لا تستند إلى البرنامج المخصص لهم من قبل منظمات المجتمع المدني في تلك الدول والتي تنص على أن تمارس جميع الشعوب نشاطاتها الاجتماعية بكامل الحرية كما يجب أن تكون هو الحال مع الجالية الأيزيدية أيضا.
أهم الأسباب التي تؤدي إلى تأثير تلك الجمعيات والمراكز على المجتمع هي:
1.     كثرة المراكز والجمعيات الأيزيدية التي لا تستند على برامج موحدة ومناهج واضحة.
2.     التدخل السياسي المباشر من قبل بعض الأحزاب في شؤون بعض الجمعيات.
3.     الغياب المهني وعدم امتلاك الكفاءة الشخصية في إدارة تلك المراكز.
4.     الاستناد على السيطرة العشائرية والعائلية في إدارة بعض المراكز.
5.     غياب التوجيه الصحيح والشفافية في عمل العديد من المراكز.
6.     غياب التفاعل المباشر مع أبناء المجتمع الأيزيدي ميدانيا.
الحلول المقترحة لتقارب وجهات النظر بين تلك الجمعيات والمراكز:
أولا- يجب أن تتوحد جميع الجمعيات والمراكز في الخارج وان تنضوي تحت خيمة واحدة.
ثانيا - تشكيل أربعة مراكز رئيسية حسب ثقافة كل فئة من أبناء هذا المجتمع كي تتمتع كل منها بعاداتها وتقاليدها الخاصة.
ثالثا - تشكيل هيئة عليا تشرف على جميع المراكز على غرار مركز لالش الاجتماعي والثقافي في كوردستان.
رابعا - لكل مركز من المراكز الرئيسة فروع تابعة له بشكل مباشرة ومشابه من حيث المنهج.
خامسا - لجميع المراكز مناهج عمل متطابقة مع بعضها ويكون لها نظام داخلي موحد.
سادسا - تعين معلمين لدروس الدين في كل مركز فرعي والاستناد على المناهج الدراسية التي تدرس في مدارس إقليم كوردستان من اجل تعليم أبنائها في الخارج.
ويفضل أن تكون ترتيب المراكز والجمعيات بالشكل التالي:
*- مركز رئيسي وهيئة عليا لأيزيدي العراق يتبعها فروع أخرى.
*- جمعية رئيسية وهيئة عليا لأيزيدي سوريا يتبعها فروع أخرى.
*- بيت رئيسي وهيئة عليا لأيزيدي تركيا يتبعها فروع أخرى.
*- مركز رئيسي لأيزيدي روسيا كما معمول تسميتها بين الوسط الشعبي يتبعها فروع أخرى.
وأخيرا نقول لا ضير في أن تكون جميع المراكز والجمعيات الأيزيدية تعمل ضمن دائرة واحدة ومرتبطة بشكل مباشر بالمجلس الروحاني الأعلى من الناحية الدينية مع الاحتفاظ لكل مركز بواقع مجتمعه الأصيل والالتزام بالعادات والتقاليد الاجتماعية لبلده القديم، بهذه الحالة قد يستطيع تلك المراكز تقديم خدمة جليلة لمجتمعه بالشكل الصحيح والتخفيف عن معاناة بني جلدتهم وإنقاذ الاجيال الجديد من الانحراف عن عادتهم، لحين أن يأتي اليوم الذي يعود فيه الجميع إلى ديارهم والتخلص من عذاب الغربة.
إدريس زوزاني
دهوك/ 13/02/2014

السبت، 8 فبراير 2014

"ضرورة إنشاء مؤسسة أيزيدية للثقافة"


لاشك بان الثقافة من ابرز الجسور للتواصل بين الشعوب واحد أهم الأساليب التي تتعارف من خلالها المجتمعات ببعضها البعض وعلى اثر ذلك تتطور العلاقات الإنسانية وتقوى الروابط الاجتماعية في ما بينهم، واغلب الأحيان يساعد الجانب الثقافي المجتمعات على الالتزام بقيمهم الاجتماعية والمحافظة على عاداتهم وتقاليدهم المتوارثة، لهذا أن غالبية الشعوب المتحضرة تولي الكثير من الاهتمام بتراث بلدانها والمحافظة عليه من التلف الضياع والتمتع بخصوصية ثقافة أوطانها إلى ابعد الحدود...
وبما إننا بصدد الحديث عن المجتمع الأيزيدي الذي لا تتجزأ ثقافته عن ثقافة الشعب الكوردي المليء بالمعاني والمفردات الحضارية، وحيث أن لجميع شعوب العالم خصوصية اجتماعية وتتمتع مجتمعاتها الصغيرة بنوع خاص من الثقافة الداخلية وفي كافة نواحي الحياة، لهذا نرى من الضروري أن تحتفظ هذه الشريحة بخصوصيتها الاجتماعية من خلال إنشاء مؤسسة ثقافية ضمن مؤسسات حكومة إقليم كوردستان من اجل الحفاظ على تراثها الثقافي الأصيل...
وهذا الأمر يتطلب المزيد من الجرأة والشجاعة لدى الشخصيات الثقافية والمراكز الاجتماعية الأيزيدية وكافة المهتمين بهذا الشأن في داخل البلد وخارجه لتوحيد الكلمة ومضاعفة الجهود والعمل معا في سبيل إنجاح فكرة كهذه، وتبدأ الخطوة الأولى في هذا الاتجاه بالابتعاد عن المصالح الشخصية والإسراع إلى آليات مناسبة لتشكيلها من خلال لجان خاصة من كلا الجنسين والبدء في البحث عن جذور ثقافتهم الاجتماعية والدينية ولملمة كل ما يتمكن جمعه من التراث القديم والحفاظ عليه من التلف والفقدان أولا ثم الافتخار به بين بقية الشعوب أثناء الاحتفاء بالمناسبات الاجتماعية...
كما عليهم التحرك نحو تثقيف المجتمع الأيزيدي من خلال دورات تربوية أسرية وإلقاء محاضرات علمية للتوعية الاجتماعية في المناطق التي تعاني من ظاهرة التخلف الاجتماعي لغرض التخلص من اثر الماضي المرير وكسر حاجز الخوف والرعب الذي لاحقهم على مر السنين من خلال عمق وأصالة ثقافتهم ومدى تأثيرها ومقارنتها مع ثقافة الآخرين بالأدلة المستندة، وكيفية الدفاع بها عن مبادئه الإنسانية عبر المفاهيم الثقافية المطلوبة والمدروسة...
لذا يجب مشاركة جميع المثقفين الأيزيديين ومن كافة المناطق دون استثناء في هذه المؤسسة الثقافية شريطة أن يكون الانتماء فيها حسب الكفاءات العلمية والثقافية المميزة وان يمتلك الشخص القدرات والإمكانيات الذاتية المطلوبة تمهيدا لتقديم أفضل الخدمات الإنسانية لهذا المجتمع...
إن من يريد العمل في هذه المؤسسة عليه بعدم السماح لنفسه إدخال اتجاهه السياسي في محتوى وآليات عملها والتركيز أكثر على الجانب المهني والتمسك اثنائها بالحيادية مع احترام الآراء والانتماء الحزبي لكل عضو شرط أن يلتزم بالمبادئ والقوانين السياسية الصحيحة التي تؤكد بعدم التدخل في الخصوصيات الاجتماعية وتحرضها والتأكد على تكريس الحريات العامة والخاصة من اجل استبداد الأمن والهدوء داخل المجتمعات...
وهنا يجب علينا الإشارة إلا أن المجتمع الأيزيدي غني بتراثه الثقافي ويمتلك كم هائل من القصص والروايات الاجتماعية، كما يمتلك العديد من الملاحم والبطولات التاريخية، ولديه رجال أشداء وأبطال شجعان يفتخر به كبقية شعوب العالم، لذا تقع على عاتق النخبة المثقفة من أبناء هذا المجتمع المسؤولية الكاملة للبحث عن كافة الوثائق التاريخية وخاصة تلك التي تتعلق بماضيهم والاحتفاظ به بأحدث الأجهزة المتطورة من خلال هذه المؤسسة...
كما يجب التدقيق من خلال هذه المؤسسة على جميع الكتب والإصدارات التي تتعلق بثقافة هذا المجتمع عن طريق لجان مختصة ومزودة بعدد كافي من الخبراء والمهتمين لوضع النقاط على الحروف عند وأثناء التطاول بثوابت هذا المجتمع ومنع الاستخفاف بمصيره من قبل البعض عندما يتحدثون عن ثقافتهم دون البراهين أو الاستناد إلى الأدلة الموثقة والمثبتة تاريخيا...
تجهيز هذه المؤسسة بمتحف خاص تمثل التراث الأيزيدي الأصيل بالإضافة إلى إصدار جريدة رسمية ومجلات ومطبوعات ثقافية شاملة مستندة على المعلومات الموثقة تمثل هذه الشريحة ويشرف عليها خبراء مختصين من أبناء هذا المجتمع شريطة أن تكون جميع المنشورات والإصدارات معنية ومركزة بقضاياهم حصرا من اجل إيصال الفكرة المحددة إلى جميع المهتمين والمتابعين بالشأن الأيزيدي...
وأخيرا أتمنى أن يتوحد كلمة جميع المثقفين الأيزيديين من اجل أن يرى هذا المقترح النور عن قريب ومن خلاله يتمتع مجتمعنا الأيزيدي أيضا بحقوقه الثقافية المشروعة ويمارس طقوسه ومراسيمه الاجتماعية بحرية حاله حال بقية شرائح المجتمع الكوردي في إقليم كوردستان من اجل تسهيل الأمور على أجياله القادمة.
إدريس زوزاني
دهوك/ 08/02/2014