الكاتب إدريس زوزاني

الكاتب إدريس زوزاني

الاثنين، 26 مارس 2012

حوار مع الكاتب حول موضوع/ الأيزيدية الى أين

حوار مع الكاتب حول موضوع
"الأيزيدية إلى أين"

بحزاني نت حاورت الكاتب إدريس زوزاني حيث حدثنا من مقاطعة ـ نورد راين فيستفالن/ ألمانيا قائلا :
يواجه المجتمع الأيزيدي الكثير من الصعوبات والمخاطر في هذه المرحلة من زمن العولمة، كما انه سيواجه التحديات الأكبر في المراحل القادمة من الزمن كي يتمكن من الحفاظ على شخصيته الاجتماعية.
المؤسسة الدينية الأيزيدية تفتقد المهنية من وجهة نظر الكثيرين من أبناء المجتمع الأيزيدي هذا من جهة، كما تفتقد التنظيم الإداري من جهة أخرى، نعم هي المسؤولة أمام الله وأمام المجتمع الأيزيدي وأي انحراف داخل المجتمع يتحمل المجلس كامل المسؤولية، لذا يجب عليه مراجعة نفسه والاهتمام بهذا المجتمع.

الأيزيدية إلى أين؟
الإخوة الأعزاء في إدارة بحزاني نت المحترمون.
تلقيت ببالغ التقدير والمحبة دعوتكم الكريمة للمشاركة في الحوار حول موضوع (الأيزيدية إلى أين) أتمنى أن أكون قد وفقت في الإجابة على أسئلتكم تقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير.
بداية اود الاشارة الى ان المجتمع الأيزيدي يعاني من مشكلة كبيرة وهي خلط الأوراق مع بعضها البعض في الكثير من الأحيان وفي تصوري الشخصي الوقت قد حان للفصل بين عاملين مهمين وهما:
الأول: ضرورة الاهتمام بمواصلة التقدم الحضاري والتطور العلمي والتعامل مع الواقع المعاصر بموضوعية والتغلب على القضايا التي تعيق طريقه نحو التمدن.
الثاني: الاحتفاظ بخصوصيته الاجتماعية دون المساس بالطقوس الدينية أو التطرق إلى ثوابته الأساسية بالإضافة إلى التمسك بعاداته وتقاليده واحترامها.
أما عن الأسئلة التي طرحت نفسها للحوار:
السؤال الاول: متى ينهض المجلس الديني من سباته ونومه العميقين؟
على المجلس الديني أن يكون يقظا لا بل حذرا جراء الوضع الأيزيدي الحالي لأنه المجتمع لم يبقى مغمض العينين ولن يقبل أن يكون هو ضحية أخطاء هذا المجلس من الآن وصاعدا خاصة عندما تكون الأخير فاقدا للقدرة على القيادة وعليه التحرك بالشكل الصحيح لضمان مستقبل هذا المجتمع، وباعتقادي حان الوقت كي يتحرك مجلسنا الموقر ويتخذ قرارات جريئة وصحيحة لأننا نعيش في عصر العولمة.
السؤال الثاني: ما هي الآليات التي يمكن أن يتطور المجلس الروحاني من خلالها، ليكون على مستوى التحديات التي تواجه الأيزيدية والأيزيديين؟
بتصوري أن أفضل وسيلة يمكن أن يتطور من خلالها المجلس الروحاني نفسه هو تجديد أو استحداث هذا المجلس، وان يكون اختيار الأعضاء من قبل الجهات المعنية من المجتمع الأيزيدي وان يتم الاختيار حسب القدرة العلمية وإمكانية التعامل مع القضايا الدينية التي تتعلق بموقع كل عضو، في هذه الحالة سوف يكون المجلس قادرا على تحمل المسؤولية في صد التحديات التي تواجه المجتمع الأيزيدي.
السؤال الثالث: كيف يمكن التوفيق اليوم، بين "الأيزيديين الجدد" و "الأيزيديين القدماء"؟
لم يكون المجتمع الأيزيدي هو الأول لينتقل من مرحلة إلى أخرى من حيث التطور الحضاري ولن يكون هو الأخير أيضا.
إن أمر تقدم وتطور الشعوب والمجتمعات نحو الأفضل حتمي ولابد منه أن يتم لأنه حق مشروع، وحسب اعتقادي تأخر مجتمعنا الأيزيدي من هذه الناحية كثيرا، والسبب يعود إلى الظلم والاستبداد الذي ناله في السابق.
لكن يجب أن لا يكون تطوره على حساب سمعة وكرامة آبائه وأجداده الذين قدموا الغالي والنفيس للحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم رغم الظروف القاسية الذي مرت عليهم، وان أقدم المجتمع الأيزيدي على هذه الخطوة نحو التطور سوف يكون هناك التوفيق بين الجيلين القديم والجديد.
السؤال الرابع: من هو الأيزيدي، ما الذي يحدد للأيزيدي هويته، ومن ذا الذي يحددها؟
الأيزيدي هو الذي لم ولن يخالف مسيرة آبائه وأجداده، وهو الذي حافظ ويحافظ على تراثه وتاريخيه، عاداته ومعتقداته، هو الذي حافظ ويحافظ على لغته ويتمسك بقوميته، هو الذي يؤمن بوحدانية الله والطبقات الاجتماعية داخل مجتمعه.
العوامل والصفات الحميدة هي التي تحدد هوية الإنسان الأيزيدي، والذي كان يجب عليه أن يتعلمها من خلال المدارس الدينية أو رجال الدين الذين يتم تكليفهم من قبل المجلس الروحاني الذي يعتبر الجهة المسؤولة وصاحبة القرار لتحديد الهوية للإنسان الأيزيدي.
السؤال الخامس: كيف لنا أن نحافظ على الأيزيدية في زمن العولمة؟
بكل تأكيد يواجه المجتمع الأيزيدي الكثير من الصعوبات والمخاطر في هذه المرحلة من زمن العولمة، كما انه سيواجه التحديات الأكبر في المراحل القادمة من الزمن كي يتمكن من الحفاظ على شخصيته الاجتماعية.
لذا فهو بحاجة إلى الكثير من الدعم و الجهد من المؤسسة الدينية كي تساعده على كيفية الحفاظ على نفسه من الضياع والهوان وهذا يجب أن يكون من خلال نشر ثقافة الدين والوعي الاجتماعي داخل المجتمع.
السؤال السادس: كيف يمكن أن نحافظ على العلاقة بين الأيزيديين والأيزيدية، في ظلّ كل هذه التغيرات، وفي زمن تتسارع فيه هجرة عشرات الآلاف إلى الدول الأوربية وحضارتهم القوية؟
العلاقة بين الأيزيديين والأيزيدية في ظل هذه التغيرات و زمن تتسارع فيه هجرة الأعداد الكبيرة إلى خارج البلاد مرهون بشيء أساسي وهو التربية الاجتماعية الصحيحة والمزيد من الجهود من قبل الأسرة كي لا تنسى الأجيال القادمة لغتهم وعادتهم وتقاليدهم.
هناك اختلاف كبير بين قوانين هذه الدول وقوانين بلداننا وكذلك اختلاف في الثقافة في ما بيننا إلا أن هذا الشيء لن يكون عائقا أمام أن نعلم أبنائنا ثقافتنا وكيفية الاحتفاظ بعاداتنا وتقاليدنا، كما نحثهم على ضرورة التعليم والاستفادة من الجانب الايجابي لثقافة تلك الدول مع اخذ احترام القوانين المعمولة به بعين الاعتبار.
بالرغم من مواجهة التحديات والمشاكل في تلك الدول إلا أنه لا يوجد هناك مانع من الحفاظ على المبادئ الأساسية لمجتمعنا، هكذا يمكن المحافظة على العلاقة بين الأيزيديين والأيزيدية .
السؤال السابع: عادة تقبيل الأيدي باستثناء رجال الدين الفعليين والكبار في السن أين نقف منها؟
تقبيل الأيدي صفة جميلة نوعا ما، من الممكن أن ننظر إلى الحالة بمنظورين مختلفين.
الأول: وهو الجانب الديني فكثيرا ما نرى الإنسان يقبل أيدي رجال الدين وهذا الشيء يدل على خلفيته العلمية لأنه معروف لدى رجال الدين في جميع الأديان على أنهم أهل العلم والمعرفة ويقومون بنشر فلسفة التعاليم السماوية والطقوس الدينية بين المجتمعات، لذا يعتبر تقبيل أياديهم تثمينا لطهارة أعمالهم وتعظيما لدورهم المشرف.
الثاني: هو بمثابة الطاعة للوالدين ودليل الاحترام والتقدير لكبار السن، لكن عندما تعم هذه العادة وتشمل الجميع أو يصل إلى حد أن تفرض على الناس، أرى بأنه لا داعي لذلك وعلى الأشخاص الذين لا يجدون في أنفسهم المؤهلات المطلوبة لتقبيل أياديهم أن يمانعوا هذا الأمر، حينها سوف يزيد احترام ومحبة الناس إليهم.
السؤال الثامن: لماذا يُخشى على الدوام من أن تتحول الهجرة من الوطن إلى هجرة من الدين؟
إن كان هناك مخاوف لشيء كهذا من المؤكد سوف تكون بسبب العادات والتقاليد والثقافات الغريبة عن مجتمعنا كما هو تأثير عامل البعد عن الأماكن المقدسة والطقوس الدينية، كذلك من عدم الاهتمام بأداء المراسيم الاجتماعية مع الأهل والأقرباء في المهجر.
لسنا وحدنا من نخشى هذه الظاهرة بل تعم الحالة جميع الشعوب والأديان التي هاجرت من أوطانها.
إذا أسباب الشعور بالخوف من المهجر والابتعاد عن الدين لها دوافعها، وهي عندما نتمتع كالآخرين بأماكن العبادة ونمتلك جمعيات ثقافية فعالة أو يوجد هناك من يرشد الأجيال القادمة للاهتمام بالعادات والتقاليد الاجتماعية والالتزام بها بالشكل السليم، حينها لا داعي أن نخشى من هذا الأمر.
هذا بالإضافة إلى أن هناك الكثير من أفراد المجتمع الأيزيدي هجروا في السابق ومنذ مئات السنين إلى خارج الوطن وانتشروا في دولة الاتحاد السوفيتي سابقا، لكنهم بالرغم من كل الصعوبات والتحديات التي عانوها استمتعوا بحقوقهم الدينية ومارسوا عاداتهم وتقاليدهم بكل حرية.
السؤال التاسع: ما سبب هذا الهروب الجماعي من أداء الطقوس والعادات والتقاليد والتخلي السهل عنها؟
باعتقادي سبب الهروب من أداء الفرائض والطقوس الدينية والتخلي عن العادات والتقاليد الاجتماعية تتحمل مسؤوليتها أكثر من جهة، لكن الجهة الرئيسية التي عليها العتب الكبير هو المجلس الروحاني الأيزيدي، لأنه لو كان المجتمع الأيزيدي يمتلك المدارس الدينية ومرشدين لتعليم المناهج أو على اقل التقدير استمرارية الزيارات الدورية للسناجق والتي يقوم به رجال الدين (القوالون) في السابق لكانت الوضعية تختلف بشكل كلي عن ما هي عليه الآن ، ولما كان التهرب والتخلي عنها سهلا.
السؤال العاشر: هل التمسك بالدين يعني أن تكون ضد الحداثة وقيمها؟
أنا لا اتفق مع هذه النظرة، التمسك بالدين ليس له أي علاقة بالحداثة وقيمها، بل يجب أن يكون العكس هو الصحيح، لأنه كلما تقدم المجتمع نكون بحاجة للتمسك بالدين أكثر و فهم الدين أكثر والتعمق فيه، لكن يجب أن نفهم هذا التمسك في إطاره الصحيح وبشكل واضح ومعتدل كي لا يعارض مع التطور الاجتماعي والتغيير العلمي المعاصر وبعيدا عن التشنج واستخدام العنف ولتطرف.
السؤال الحادي عشر: هل الأيزيدية عصيّة على الدخول في العالم الجديد وقيمه الجديدة؟
ما هي المعوقات التي تقف بوجه الأيزيديين للدخول في هذه القيم، وهل هي معوقات اجتماعية تتعلق بالقيم العشائرية، أم هي معوقات دينية تتعلق بالدين وكأساسياته على العكس تماما لا الأيزيدييون عصيين ولا الأيزيدية عصية على الدخول في العالم الجديد وقيمه ولا اعتقد بان يكون هناك معوقات تقف بوجههم للدخول فيه لأنه جميع شعوب العالم تحاول أن تخطو خطوات هامة إلى الأمام وباتجاه التغيير لتدخل العالم الجديد، كذلك هو حال مجتمعنا الأيزيدي، لذا عليه أن يسارع في خطواته ليدخل أعماق العالم الجديد وليستفيد من الخبرات العلمية الجديدة شريطة الحفاظ على خصوصيته الدينية.
ولا اعتقد بان يكون هناك أي عائق يقف في وجههم إذا ما أرادوا أن يدخلوا فيها بخطوات علمية مدروسة.
السؤال الثاني عشر: رجال الدين في أيّ دين، ينظمهم في العادة، قانون يوفر لهم لقمة عيش محترمة ويطور قدراتهم الدينية، ويلزمهم بأخلاقيات محددة، أما رجال ديننا فيستجدون رزقهم، ويقتلهم الجوع عندما يكبرون، ما هو المخرج من هذه المعضلة؟
مسؤولية توفير معيشة رجال الدين تقع على عاتق المجلس الروحاني أولا وأخيرا فإذا كان هناك قانون يعمل من خلاله المجلس المذكور، لكان هؤلاء من ضمن قائمة منتسبي دائرة الأوقاف التابعة للحكومة وتتكفل الجهات الرسمية بتوفير رواتب شهرية عن طريق الدولة وكذلك أثناء إحالتهم إلى التقاعد، وعندها قد يضمن مصدر معيشتهم، حالهم حال غيرهم في الأديان الأخرى.
السؤال الثالث عشر: رجال الدين في الأديان الأخرى، يدخلون المدارس الفقهية ويحصلون على شهادات عليا. أما رجال ديننا فهم أميون حتى العظم ويتصرفون وفق قاعدة (حارة كل من ايدو ألو)..ما هي الحلول الممكنة لذلك؟
الحل الوحيد لهذه المعضلة هو أن يقوم المجلس الروحاني بفتح مدارس دينية مختصة، لو كان هناك على الأقل مدرسة دينية في لالش وهي المكان الأنسب لهذه المهمة لكان الوضع مختلف عن ما هم عليه اليوم، أن كل ما يملكونه من علم هو المتناقل من شخص لأخر عن طريق الحفظ بسبب الظروف التي مرت على المجتمع الأيزيدي في السابق.
لكن حان ألان الوقت كي يقوم المجلس بإنشاء مدارس دينية لهم لأجل الاهتمام بهم أكثر وحثهم على جمع التراث الأيزيدي القديم، حفاظا على مستقبل الأجيال القادمة من الضياع الانهيار.
السؤال الرابع عشر: كيف يمكن لثقافة أهل المؤسسة الدينية الأيزيدية أن تتلاءم مع ثقافة عصر العولمة والفيسبوك، حيث هناك الأمية هي التي تحدد كلّ شيء، أما هنا فلا حدود لأي شيء؟
لدى المؤسسات الدينية لجميع الشعوب في العالم ثقافات مختلفة قسم منها يتعامل معها رجال الدين بالوسائل الحديثة كثقافة عصر العولمة أو غيرها من الوسائل المتطورة، وقسم أخر يكتفي بالثقافة العامة، أرى بان هذه لن تكون مشكلة كبيرة بالنسبة لنا كمجتمع محافظ نوعا ما، وليس من الضروري أن يتقن رجل الدين الأيزيدي الكومبيوتر والفيسبوك يكفي أن يجيد القراءة والكتابة في الوقت الراهن، هذا ما نحتاجه منهم في هذه المرحلة، لكي يكون بإمكانهم الإجابة على أسئلة الآخرين في حال توجيه سؤال لهم عن الدين.
السؤال الخامس عشر: كيف يمكن أن يدار المجمع الأيزيدي دينياً واجتماعياً، كي تنجو السفينة الأيزيدية بأقل قدر ممكن من الخسائر؟
على المجلس الروحاني الحالي إعطاء الخيار للمجتمع الأيزيدي كي يختار مجلس جديد يمتلك كل عضو فيها العلم والمعرفة ويكون قادر على تحمل المسؤولية إلى جانب الأمير، ثم على المجلس الجديد أن يفتح مكاتب للشؤون الدينية والثقافية تابعة له كي يستطيع أن يتخذ القرارات الصائبة والجريئة وان تنظم أمور المجتمع بالشكل المطلوب ومحاولة التعريف بالعالم الخارجي عن طريق تلك المكاتب، بهذه الطريقة ممكن أن تصل سفينة الأيزيدية إلى بر الأمان بأقل الخسائر.
السؤال السادس عشر: لماذا تفتقد المؤسسة الدينية الأيزيدية إلى أبسط مقومات المؤسسة، حيث لا اجتماعات جدية، ولا بيانات رسمية، ولا أفعال حقيقية تجاه كلّ ما يجري في المجتمع الأيزيدي؟
أليست هذه المؤسسة، هي المسؤولة الحقيقية أمام الله والعالم، تجاه أيزيدييها؟ المؤسسة الدينية الأيزيدية تفتقد المهنية من وجهة نظر الكثيرين من أبناء المجتمع الأيزيدي هذا من جهة، كما تفتقد التنظيم الإداري من جهة أخرى، لو كان لهذا المجلس مقر رسمي لما كان على هذا الحال، ولو كانت فعلا مؤسسة حقيقية، لكان لها لجان وفروع تدار أمور المجتمع من خلالها، ولو كانت لها اجتماعات لمرة واحدة بالشهر على اقل تقدير وتناقش أمور المجتمع وتهتم بمشاكله، لكانت تخرج منها قرارات يستفاد منها المجتمع. نعم هي المسؤولة عن أي انحراف داخل المجتمع يتحمل المجلس كامل المسؤولية، لذا يجب عليه مرجعة نفسه والاهتمام بهذا المجتمع
السؤال السابع عشر: هل توجد حدود ما بين الحلال والحرام رسمياً (من وجهة نظر المؤسسة الدينية)، وما هي هذه الحدود؟
ألا نحتاج إلى ضوابط دينية محددة لتثبيت المحرمات دينياً بشكل رسمي؟ لماذا تهرب المؤسسة الدينية من كلّ ذلك، وكأنها مسؤولة عن دنياها لا دينها؟ من المفروض أن يكون للمؤسسة الدينية قرارات وضوابط بهذا الخصوص ويجب أن تكون قراراتها مستندة على أسس قانونية ودينية مدروسة لكي يتعامل معها المجتمع الأيزيدي ويلتزم بمضمونها، لكن لا يوجد لدينا لحد الآن قانون الأحوال الشخصية بشكل رسمي، لهذا تتهرب المؤسسة الدينية في الكثير من المشاكل الداخلية للمجتمع، لذا نحن بحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى إلى قرار رسمي من المؤسسة الدينية بصدد مسائل الحلال والحرام.
مثلا لدى مجتمعنا مشاكل كثيرة في مسائل تحريم الزواج داخل الطبقة الواحدة يجب أن يأخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار، وكذلك موضوع تحديد المهور يجب أن يكون له حل معقول، ومسائل أخرى كثيرة تحتاج إلى الحلول عن طريق القرارات والقوانين التي تتخذ من المؤسسة الدينية، لكنها تتهرب من المسؤولية لعدم توفير قوانين خاص بهذا الخصوص.
السؤال الثامن عشر: ما هي حدود الشيخانية والبيرانية وما هي أسس الالتزام بهما؟
لو نظرنا إلى الموضوع من الزاوية الدينية نرى أنهما وجهان لعملة واحدة لا يختلف الواحد عن الأخر والطبقتين سواسية في نظر المجتمع الأيزيدي حسب الترتيب الديني،
وهنا السؤال المحير والأمر الغريب لم نسمع لحد الآن من أي رجل دين أو حتى المجلس الروحاني الأيزيدي أن تحدثت عن هذه الديانة ما قبل شيخ آدي عليه السلام لهذا بنظر أبناء هذه الديانة لا فرق بينهم من حيث الأهمية الدينية. !!!
أما اجتماعيا يختلف الواحد عن الآخر وكل طبقة لها خصوصيتها داخل المجتمع يجب التعامل معها حسب الثوابت الدينية المعمول بها، لأن مجتمعنا يتكون من عدة طبقات اجتماعية كل طبقة لها مساحة محدودة داخل المجتمع لا يمكن التجاوز عليها.
السؤال التاسع عشر: أليس موضوع محرمات الزواج الذي أثير مؤخراً بين الأوساط الأيزيدية، موضوعاً يستحق الوقوف عليه من قبل المؤسسة الدينية ولو في بعض جوانبه كما فعل المجلس سابقا؟
لدينا مقال كامل حول هذا الموضوع ولكني سوف أجيب على السؤال بشكل مختصر وعلى النحو التالي:.
لا يجوز المساس بالمقدسات الدينية الأساسية لمجتمعنا الأيزيدي أو التدخل في ثوابته الاجتماعية الراسخة نهائيا.
تقوم المؤسسة الدينية بالعمل على إيجاد حلول وآليات مناسبة للطبقة التي لديها مشاكل الزواج فيما بينها واخذ مصلحة المجتمع بعين الاعتبار وإلا سوف تفتقد الأيزيدياتي مصداقيتها ومفهومها الحقيقي.
السؤال العشرين: كيف يمكن تأهيل رجال دين أيزيديين عصريين للمستقبل؟
على المؤسسة الدينية إنشاء مدرسة دينية خاصة في معبد لالش لأنها المكان الأنسب لهذه المهمة ثم حث كافة رجال الدين والمثقفين والمهتمين بشؤون الدين الأيزيدي لجمع كل ما يتعلق بهذا الشأن سواء كان من المستمسكات أو الكتب والمخطوطات أو الأقوال والأبيات المحفوظة وتدوينها في كتاب رسمي ليتعلم من خلالها رجال الدين الأيزيدي، في هذه الحالة فقط تتمكن المؤسسة الدينية من تأهيل رجال دين عصريين في المستقبل.
السؤال الحادي والعشرين: أين تقع شنكال"المحافظة" ذات الثقل الأكبر في الخارطة الأيزيدية، من كل هذا، ثم ألا تحتاج هذه إلى مؤسسة دينية خاصة بها؟
شنكال هي العمود الفقري الذي يستند عليه الأيزيديين والقلب النابض الذي لا يستطيع العيش من دونه وعلى المؤسسة الدينية أن تدرك هذا الأمر جيدا والاهتمام بها أكثر من اللازم لأنها عانت الكثير من الظلم والاستبداد على مر السنين لكنها ظلت صامدة بوجه كافة المخططات التي حاول من خلالها الأعداء إزالتها من الوجود، لذا علينا أن نضع شنكال في مقدمة القرار الأيزيدي ويجب أن يكون موقعها في قلب كل أيزيدي غيور.
أما عن مؤسسة دينية خاصة بها أرى بان هذا الأمر خطير جدا وأنه سوف يكون مصدر تفرقة بين الأيزيديين ويخلق مشاكل كبيرة نحن بغنى عنها وهذا ما لا نتمناه جميعا.
السؤال الثاني والعشرين: لماذا يحتكر المجلس الروحاني الأيزيدي لنفسه بكلّ شيء ولا يفعل أي شيء؟
على المجلس الروحاني أن يدرك خطورة الوضع الحالي وان يعي لنفسه قليلا لأننا نعاني من مشاكل داخلية جمة ولأكثر من سبب، هذا بالإضافة إلى الوضع المزرى الذي نعيشه، عليه نقول حان الآن الوقت كي يستمع المجلس الروحاني إلى رأي المجتمع، وعدم الإفراط بالقرارات الفردية خشية أن يصيب مجتمعنا ما هو أسوأ.
السؤال الثالث والعشرين: لماذا لا يسعى هذا المجلس إلى تطوير نفسه وأدواته، ليكون بالفعل مجلساً لكل الأيزيديين، وذلك عبر خلق آليات تواصل بين كلّ الأيزيديين في العالم؟
هذا لأنه غير موحد من الأساس منذ نشأته ولحد الآن ولهذا لا يستطيع أن يخطو أي خطوة إلى الأمام أو يتطور، إذا لم يتحد في ما بينه، وسوف يبقى مجلسا شكليا فقط إن لم يسعى إلى التغيير في نهجه الحالي.
السؤال الرابع والعشرين: المجلس الاستشاري انتهى زمنه منذ نيسان 2011، السنا بحاجة لهيئة جديدة فاعلة، لتفعيل الكثير مما تمّ تعطيله؟
المجلس المذكور ولد ميتا في الأساس ولا دور له بين المجتمع، أين هو من المجتمع الأيزيدي وأين مقره الرسمي، كم من المكاتب الإدارية لديه بالطبع لا توجد، إذا ليس له وجود وأنه معطل، فكيف لمجتمع الاعتماد على مجلس دوره محجوب، هل يمتلك القدرة على أن يتصدر بيان أو قرار؟ لا على الإطلاق، لهذا اعتقد بأنه ليس ضروريا وجود مثل هذا المجلس.
السؤال الخامس والعشرين: كيف سيكون المستقبل إذن، إن لم نتحرك ولم نعمل جاهدين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟
سوف نواجه الصعوبات والتحديات الكبيرة أن لم تتحرك المؤسسة الدينية ومعها الطبقة المثقفة لإنقاذ المجتمع الأيزيدي من المخاطر مستقبلا، لذا على الجميع أن يتحمل المسؤولية من اجل مستقبل مستقر ومزدهر لهذا المجتمع.
السؤال السادس والعشرين: ألا نحتاج إلى تغيير ممنهج متفق عليه؟
كافة شعوب العالم بحاجة ماسة إلى التغيير في نمط حياتها، وتطمح إلى التقدم في سلوكها الاجتماعي، بشرط أن يتماشى مع الواقع الجديد، كما هو حال مجتمعنا الأيزيدي أيضا، ولكن يجب أن تكون الخطوات التي نسير بها إلى التغيير مدروسة ومبرمجة بشكل جيد مع الاحتفاظ بالثوابت الأساسية للمجتمع.

أخيرا وليس آخرا أقول يجب على الجميع أن يتكاتف من اجل بناء مجتمع حضاري متكامل يتمتع بجميع حقوقه المشروعة وضرورة التأكيد على أهمية رص الصفوف ونبذ الخلافات والعمل على تكريس الجهود لإنقاذ الأجيال القادمة من الضياع والشتات وتامين أفضل السبل لهم للعيش الكريم وأتمنى كل الخير لمجتمعنا الأيزيدي.
إدريس زوزاني
ألمانيا/ 26/03/2012

ليست هناك تعليقات: