الكاتب إدريس زوزاني

الكاتب إدريس زوزاني

الجمعة، 8 يونيو 2012

"حوار مع الكاتب حول موضوع/ فتح قناة خاص للأيزيديين


حوار مع الكاتب حول موضوع
"فتح قناة خاص للأيزيديين"

في حوار هادف وشيق مع الكاتب والناشط السياسي إدريس زوزاني في مدينة دهوك حيث حدثنا بالشكل التالي :
أنا باعتقادي الوقت قد تأخر لفتح قناة خاص للأيزيديين.
استحداث وزارة خاصة لشؤون الأيزيدية ستكون مصدر لفصل المجتمع الأيزيدي عن قوميته الكوردية.
العراق يمر بظروف سياسية حرجة الان والوضع السياسي في المهجر لا يختلف عن الوضع داخل البلد.
في المهجر يواجه الأيزيديين مشكلات وصعوبات مختلفة.
هذا ما تحدث الينا السيد زوزاني اثناء الحوار الذي أجرى معه الزميل صباح سمير دناني.
السؤال الأول: ما هو وضع المهاجرين الكورد في المهجر؟
ج: لا يختلف حال المهاجر الكردي المتواجد في اغلب الدول الأوربية عن بقية المهاجرين من مختلف دول العالم حيث يتم التعامل مع الجميع بطريقة واحدة ووفق
قوانين ذلك البلد و يقسم المهاجرين إلى قسمين:.
الأول: الحاصلين على رخصة الإقامة حيث يسمح لهم بحرية الحركة ومزاولة العمل اليومي والتجاري والمهني حسب القوانين والأنظمة المعمول بها في ذلك البلد كما يسمح لأبنائهم بإكمال الدراسة بشكل طبيعي وبالتالي فان لديهم امتيازات أكثر.
الثاني: المهاجرين الذين لا يمتلكون رخصة الإقامة أو ما يسمى بالإقامة المؤقتة وهؤلاء تحدد حركة تنقلاتهم في الفترة الأولى لحين إكمال مدة سنتين من تاريخ طلب اللجوء أو الذين تم رفضهم من قبل المحكمة وبعدها يجب عليهم الحصول على موافقة من دائرة الأجانب لغرض مزاولة العمل أو التحرك بحرية داخل تلك البلدان ويصعب على أطفالهم التعليم في الدراسات العليا كما لا يسمح لهم السفر إلى خارج البلد المقيم فيه بأي شكل من الأشكال.
أما من الجانب الاجتماعي فان جميع المهاجرين يمارسون عاداتهم وتقاليدهم بشكل طبيعي وكأنهم في بلدانهم خاصة أثناء المناسبات الاجتماعية والدينية بالرغم من صعوبة التنقل لكن التواصل الاجتماعي يسير بشكل طبيعي.
السؤال الثاني: ما نظرة المجتمع الأوربي تجاه المجتمع الكوردي بشكل عام والأيزيديين بشكل خاص؟
ج: نظرة المجتمع الغربي تجاه المهاجرين واحدة لا تتغير ولا يوجد هناك فرق بالنسبة لديهم بين فئة من المهاجرين على حساب الفئات الأخرى وطريقة التعامل مع الجميع سواسية باستثناء من لديهم مشاكل باعتبارهم يهددون امن بلدانهم، لدى المجتمع الغربي القانون فوق كل شيء وهو ركيزة أساسية لا يمكن التجاوز عليه بتاتا ومن لا يؤمن به يعتبر في نظرهم شخص مخالف ويجب أن يتعامل معه حسب الضوابط القانونية المتبعة في بلدانهم أما المجتمع الأيزيدي وبسبب الوضع الأمني في البلدان التي يتواجد فيها هذه الشريحة، كانت هناك قوانين خاصة للأقليات في فترة ما شملتهم أيضا هذا القانون وإلا لم يكن هناك تقيم خاص أو التميز عن الآخرين.
السؤال الثالث: ما هي أسباب مشاكل المجتمع الأيزيدي في المهجر وما الحل؟
ج: المجتمع الأيزيدي كغيره من المجتمعات يعيش في المهجر حياة طبيعية بكل تفاصيلها اليومية من المؤكد أن تظهر بعض المشاكل لديهم نتيجة انتقالهم من مجتمع شرقي إلى آخر غربي فلا بد من ارتكاب بعض الأخطاء ومواجهة المشكلات والصعوبات في نواحي مختلفة لذلك يكون الحل الأمثل بالنسبة لهم هو الالتزام والتمسك بالعادات والتقاليد الاجتماعية والاعتماد على التربية الأسرية السليمة وعدم تطبيق الثقافة الغربية على مجتمعنا الأيزيدي.
السؤال الرابع: ما هو دور منظمات حقوق الإنسان تجاه المجتمع الأيزيدي في المهجر؟
ج: لمنظمات حقوق الإنسان في المهجر دورا بارز ومشرف تجاه جميع المهاجرين وبدون استثناء ولولا جهود تلك المنظمات لكان وضع المهاجرين مختلف تماما عن وضعهم الحالي، فهي تقدم كافة أنواع المساعدات للمهاجرين ابتدأ من تعليم اللغة عن طريق دورات خاصة وبشكل مجاني ومرورا بالتدخل في شؤون المحاكم وبقية الدوائر والمؤسسات المعنية إلى أن تتوقف عند قضايا جمع شمل الأسرة، هذا بالإضافة إلى محاولة تقارب وجهات النظر بين المهاجرين عبر عقد الندوات الثقافية المشتركة.
وهكذا الحال لدى المجتمع الأيزيدي أيضا حيث لا يختلف عن بقية المجتمعات الذي تقدم له هذه المساعدات الإنسانية من قبل منظمات المجتمع المدني والاستفادة من حوافزها في المهجر.
السؤال الخامس: كيف تقيم الوضع الأيزيدي في المهجر من الجانب الثقافي؟
ج: اتفق معك بأنه تقييم جميع الشعوب يبدأ من الجانب الثقافي لكن مشكلة مجتمعنا الأيزيدي لا يختصر في هذا الجانب حصرا، بل يجب عليه أن يضع الجوانب الأخرى في نظر الاعتبار أيضا هذا سواء كان في الداخل أو في الخارج، ففي كل لحظة الفرصة مؤاتيه كي يخدم المثقفين مجتمعاتهم، لكن يجب عليهم في البدء دراسة استغلال الفرص الذي يرونها مناسبا لخدمة ومصلحة مجتمعهم ثم يكرسوا من خلالها جهودهم وطاقاتهم وليس أن يقفوا معارضين لنتائجها، وباعتقادي لدى الطبقة المثقفة المجال الواسع لتحقيق ذلك، فعلى سبيل المثال يوجد لديهم أكثر من منتدى أو جمعية ثقافية أو اجتماعية في المهجر يجب الاستفادة من وجودها وعدم الإفراط بها وإنني على يقين لو طلبت كل جمعية أو منتدى المساعدة من الدول المقيمين فيه لغرض فتح دورات تثقيفية أو غيرها لن تجد الرفض أو المانع من تلك الدول بل تسارع في مد يد العون لهم وهناك الفرصة متاحة للجميع كي يمارسوا عملهم الثقافي، إذا العيب في الطبقة المثقفة ودورها فهو ليس بالمستوى المطلوب.
السؤال السادس: كيف تقيم علاقة المثقفين والكتاب والأيزيديين مع بعضهم؟
ج: في بداية الأمر يجب على الجميع أن يميز بين المثقف والكاتب لأنه لا يمكن أن يصف جميع المثقفين بالكتاب، هناك مجاميع كبيرة من المثقفين داخل المجتمع هم يديرون مؤسسات ثقافية وعلمية كبيرة وأصحاب مواقع الكترونية مخضرمين إعلاميا لكنهم لا يميلون باتجاه الكتابة، كما لا يمكن أن نصف كل من كتب مقال هنا أو علق على أخرى هناك أو عبر عن رأيه في فكرة معينة بأنه كاتب، للكتابة قوانين وضوابط أدبية حساسة يجب على الشخص المعني الالتزام ببنودها وعدم الخروج من أساسياتها، أما عن العلاقة بين المثقفين والكتاب والأيزيديين في المهجر، أقولها بصراحة ينقصه المصداقية وإنها ليس بمستوى الطموح في الوقت الراهن والمفروض أن تكون أكثر تلاحما مقارنة لبداية الهجرة حيث أعداد المثقفين في وقتها كان اقل لكن علاقاتهم كانت أفضل بكثير لكن مع مرور الوقت وازدياد عدد المثقفين ازدادت شدة الخلافات الفكرية بينهم ويعتبر هذا الأمر عادي لكن يجب أن لا يصل حدة الخلافات إلى تراشق التهم والانتقاص من شخصية البعض وان يرسخوا خلافاتهم مع بعض لغرض المنفعة العامة وليس المصلحة الشخصية الضيقة.
السؤال السابع: هل المثقفين الأيزيديين لهم علاقات مع المثقفين الأجانب في المهجر؟
ج: العلاقات الثقافية مع الغرب تتوقف على إمكانية وقدرات المثقفين وكيفية اجتيازهم حاجز العقبات الموجودة في طريقهم للوصل إلى عمق العلاقات مع الجهات الثقافية الغربية هذا من جانب من جانب آخر هناك الكثير من الجهات الثقافية اخترقت هذا المجال واستطاعت الوصول إليها، بالتأكيد حاولت بعض الجمعيات والبيوت الثقافية الأيزيدية إنشاء علاقات واسعة مع الجهات الثقافية الرسمية وكما ذلك مع منظمات المجتمع المدني الموجدة في الدول المهجر وبالفعل استطاعت أن تنجح في محاولاتها.
كذلك الحال عند الأشخاص الأكفاء ومن خلال نشاطاتهم الفردية تمكنوا من التقارب والاختلاط بالمثقفين لتلك الدول وبالتالي من الممكن أن نقول لدى الطبقة المثقفة علاقات مع مثقفيهم، لكن تمنيات الجميع أن يستخدم هذه العلاقات في مصلحة المجتمع.
السؤال الثامن: كيف تقيم الجانب الثقافي في المناطق التي يتواجد فيه الأيزيديين في إقليم كوردستان والى أي مدى كان المثقف الأيزيدي قريبا عن مشاكل مجتمعه وهل تمكن أن يخدم مجتمعه بالشكل المطلوب؟
ج: إني لا أرى معوقات تقف في طريق المثقفين في كوردستان على الإطلاق ومناطق المجتمع الأيزيدي تتمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها الآخرون، والدليل على ذلك وجود أكثر من فرع لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في تلك المناطق تقوم بنشاطات ثقافية واجتماعية فعالة وتزاول عملها بشكل طبيعي بالإضافة إلى وجود مراكز شبابية أخرى تمارس عملها رسميا كما يوجد مراكز ثقافية تابعة إلى الأحزاب السياسية الكوردستانية أيضا تعمل في تلك المناطق. لكن مشكلة هذه المراكز والجمعيات هو ليس لهم تواصل ثقافي مع بعضهم ولم نشاهد مساهمات أو نشاطات ثقافية مشتركة فيما بينهم هذا في الوقت الذي يجب أن يكون التنسيق المباشر تجري في ما بينهم على أقل التقدير بين فترة وأخرى من اجل زيادة التلاحم الاجتماعي.
أما عن دور المثقف الأيزيدي والى أي حد قريب من المجتمع، اعتقد هناك كم هائل من المثقفين يشعرون بمشاكل وهموم المواطنين ويعملون جاهدين من اجل إيصال أصواتهم إلى الجهات المعنية ويعتبر جهودهم بمثابة عمل مشرف يصب في مصلحة الجميع.
السؤال التاسع: كيف تقيم الوضع السياسي في العراق بشكل عام وكوردستان بشكل خاص؟
ج: العراق يمر بظروف سياسية حرجة في الوقت الراهن حيث لم يمر بمثل هذه الظروف منذ سقوط النظام الدكتاتوري في عام 2003م ولحد هذا اليوم، بالطبع هذه الأزمة هي نتيجة السياسات الخاطئة التي تمارس من قبل الحكومة الحالية حيث لا نستبعد جانب التطرف الطائفي وهو الأكثر سلبية في الموضوع إضافة إلى التفرد بالقرار السياسي في البلاد لذا يجب أن يتراجع الساسة عن هذا الأسلوب السياسي الذي يسير بالأمور نحو الأسوأ.
بالتأكيد يتأثر الوضع السياسي العام في العراق على الوضع في الإقليم أيضا، لكن رغم كل الصعوبات والمشاكل السياسية التي تجري نجد الوضع الأمني في الإقليم أفضل بكثير من بقية مناطق العراق ولا يوجد أي نوع من المشاكل أن لم تتدخل الأيادي الخارجية فيها.
السؤال العاشر: كيف تنظر إلى الوضع السياسي للمجتمع الأيزيدي في المهجر؟
ج: الوضع السياسي في المهجر لا يختلف عن الوضع في الداخل حيث يوجد هناك كوادر سياسيون لمختلف الأحزاب الكوردية يمارسون عملهم بشكل طبيعي ولا يقف أمام عملهم أي عائق من قبل الدول الغربية وطريقة التواصل بين المواطنين والأحزاب السياسية والمؤسسات الثقافية مستمرة كما هو الحال لمجتمعنا الأيزيدي أيضا لدينا مجموعة جيدة من الكوادر السياسيين لديهم صفات حزبية بدرجات عالية ولا يختلف وضعهم السياسي عن غيرهم هذا بشكل مختصر عن وضع المجتمع الأيزيدي في المهجر.
السؤال الحادي عشر: ما دور المسؤولين الأيزيديين مع الأحزاب الكوردية في الإقليم هل هو بالمستوى المطلوب؟
ج: عن أي مسؤولين تتحدث لا يمتلك المجتمع الأيزيدي مسؤولين مع الأحزاب الكوردية أو يمكن القول في العملية السياسية برمتها، يوجد هناك بعض الكوادر في الصفوف الوسطى داخل الأحزاب، لكن دورهم محصور بين موقع العمل والبيت لا أكثر.
أما إذا تتحدث عن كوادر متقدمة مع الأحزاب الكوردستانية فلا يوجد هناك على رأس مركز تنظيمي أو فرع من فروع العليا للأحزاب الكوردستانية كادرا يحمل هذه الصفة، كان هناك في السابق من عمل في هذا المجال إلا انه لم يتمكن من تقديم الخدمات اللازمة في مجال عمله إلى أبناء مجتمعه بالشكل المطلوب.
في المحصلة دور الكادر الأيزيدي ليس في المستوى المطلوب على الإطلاق وهنا يعود السبب إلى عدم كفاءتهم الشخصي وليس إلى الأحزاب السياسية.
السؤال الثاني عشر: كيف تنظر إلى استحداث وزارة خاصة لشؤون الأيزيدية هل هي لمصلحة المجتمع الأيزيدي أم إنها مصدر شرخ وانفصال عن قوميته؟
ج: حسب تحليلي الشخصي سوف لن يحدث مثل هذا الأمر خاصة في الوقت الراهن، وان كان هناك طلب من بعض الجهات بهذا الشأن لكن حسب علمي سوف لن تتقدم القيادة الكوردية إلى التسارع نحو هذا التوجه ولا أتمنى شخصيا أن يحدث مثل هذا الأمر ولعدة أسباب منها.
السبب الأول: أنها ستكون وزارة شكلية لن يستفيد منها المجتمع الأيزيدي على الإطلاق بل ستكون عبأ ثقيلا على عاتقهم.
السبب الثاني: ستكون مصدرا لفصل المجتمع الأيزيدي عن قوميته الكوردية ربما يسهل الطريق إلى الذين يردون الاصطياد في الماء العكر وإشعال نار الفتنة بين شرائح المجتمع الكوردي.
السبب الثالث: من الأفضل على الذين يطالبون مثل هذا الأمر أن يطالبوا عددا من المديريات العامة وفي الوزارات الفعالة في حكومة الإقليم لكي يستفاد من خدماتها بقية أبناء المجتمع.
السبب الرابع: من خلال مديريات عامة قد يستفاد الكثير من أفراد المجتمع وليس فئة معينة منه.
السؤال الثالث عشر: هل ترى الوقت مناسب لإنشاء قناة تلفزيوني خاص للأيزيديين؟
ج: ولما لا أظن أن الوقت قد تأخر بعض الشيء لفتح مثل هكذا قناة، وما الضير في ذلك إذا امتلك المجتمع الأيزيدي قناة تلفزيونية خاصة بهم، على العكس أنها ضرورية جدا لنشر ثقافتهم الاجتماعية والدينية والتعريف بالعادات والتقاليد الأيزيدية من خلال تغطية برامجها، نعم هذا أمر طبيعي وحق مشروع أتيح لغيرهم منذ مدة طويلة عليهم الاستمتاع به بكل حرية ومن هذا المنبر أحث حكومة إقليم كوردستان في مد يد العون للإعلاميين والمثقفين الأيزيديين لفتح قناة خاصة لهم هذا لكونها الجهة المعنية بذلك.
السؤال الرابع عشر: ما تأثير المرجعية الدينية على الوضع السياسي للمجتمع الأيزيدي؟
ج: للمرجعية الدينية تأثير سلبي بكل تأكيد على هذا الوضع خاصة عندما يتم التدخل بالقرار السياسي لهذا المجتمع، في الوقت الذي نأمل أن يكون لها دور ايجابي أفضل من الدور الحالي إلا أنها وللأسف تتدخل في أمور لا يعنيها هذا لكونها مرجعية دينية ومن الأفضل أن تقوم بترتيب البيت الأيزيدي من الناحية الدينية فقط. لأنه لدى المجتمع الأيزيدي الكثير من الأمور الذي تحتاج إلى التوضيح من قبل هذه المرجعية، لذا عليها الوقوف عند الأمور الذي يتعلق بمهام عملها.
هذا هو أن الدور الرئيسي الذي يجب أن يختصر فيها لقيادة المجتمع وان تتمكن من مساعدته في المسائل الدينية وليس في مجال السياسة.
كلمة أخيرة؟
اشكر الإعلامي الشاب والعزيز صباح دناني وشكر خاص لإدارة موقع دوبان نت الأغر على هذه المقابلة والحوار الشيق أرجو أن أكون قد وفقت بالإجابة على أسئلتكم خدمة لهذا المجتمع.
إدريس زوزاني
دهوك/ 08/06/2012