الكاتب إدريس زوزاني

الكاتب إدريس زوزاني

السبت، 27 ديسمبر 2008

"بعض الجوانب المهمة في حياة المجتمع الأيزيدي"

لا يخفي على احد بان المثقف الأيزيدي طموح حاله حال بقية المثقفين في جميع أنحاء العالم وهذا حق طبيعي ومشروع لا غبار عليه، حيث انه يحلم بالعيش الكريم بكل حرية وأمان وله الحق أن ينخرط في العملية السياسية داخل مجتمعه حسب إمكانياته الثقافية وقناعاته الشخصية دون أن يتعرض له اية جهة أو يسلب حريته من قبل احد أو يواجه الصعوبات من خلال مداولته العمل السياسي او المهني...
لذا عليهم خدمة مجتمعهم بالطرق المناسبة والملائمة وتجنب المهاترات السياسية والتعامل مع الواقع بالموضوعية ليتمتع بأفضل الوسائل الفكرية المميزة من خلال عملهم ولا يتجهوا نحو اسلوب التحيز إلى بعض الاطراف على حساب اطراف أخرى ويجب أن يكونوا محايدين في ارادتهم ومقدرين الشعور بالمسؤولية الأخلاقية تجاه مجتمعهم...
هذا وإنما الذي جرى في الفترة الاخيرة للمثقفين الأيزيديين هو أمر غريب من حيث توجههم الخاطئ، فمن جانب يسارعون الى تأسيس الأحزاب وتشكيل التنظيمات السياسية ومن جانب أخرى يجتمعون تحت مسميات مختلفة هنا وهناك، تارة التجمعات باسم المجاميع الثقافية او الشخصيات الاجتماعية وتارة اخرى يذهب بهم الافكار الى إنشاء التكتلات المعارضة للسياسات السلطات والاحزاب الكوردية في الخارج وداخل البلد، واما يفسر هذه التعابير الى عدة توجهات وبعدة جوانب سوف أحاول التطرق إلى بعض منها بشفافية تامة قدر الإمكان.
الأول/  المكون الأيزيدي والجانب الجانب السياسي.
دوامة الخلافات بين الطبقة المثقفة للمكون الأيزيدي منذ القدم وهذا ما ادى الى سبب اغلب المشاكل التي عانى منه المجتمع الأيزيدي، والكثير من تلك المشاكل خلقت جراء عدم قبول بعضهم البعض، ويعتبر هذه الخلافات الشخصية بين المثقفين الأيزيديين بمثابة قلة الوعي الثقافي والسبب يعود الى عدم تعاطي هؤلاء مع واقع الحال بالمصداقية مما يجعلهم  يفتقدون المصداقية بين أفراد المجتمع من الناحية السياسية والثقافية ايضا، كما يؤدي ذلك إلى حرمان الكثير منهم في مشاركة المحافل الاجتماعية والادارية الفعالة في البلد، وكذلك ما يحدث بينهم من الصراعات والخلافات تجعل كافة الاطراف السياسية الى تهميشهم وعدم الاهتمام بوجودهم  في الساحة ،كما ان هذه الاعتبارات تقلل من القيمة الاجتماعية لهؤلاء في البلد.
الثاني/ الجانب الثقافي والاجتماعي في حياة المكون الأيزيدي.
الجانب الثقافي له تأثير كبير على حياة الشعوب المتقدمة والمتحضرة، حيث يتطور من خلاله كافة المجتمعات بالعلم والمعرفة ومواصلة الاستمرارية في التطور والتقدم الاجتماعي بين كافة شرائحه دون التوقف والرجوع عنها في حال مواجهة المعوقات بل التصدي للمصاعب عبر انشاء العقلية السليمة كي يستطيع المجتمع السيطرة على مكمن الخلاف ليصبح قادرا على تخطي العقبات ويوفق في تأسيس قاعدة بناء أساسية لمجتمع متكامل...
لكن وللأسف لدى المثقف الأيزيدي نوع من الحساسية من هذا الجانب حيث لا يرغب الاندماج مع الوضع بالطريقة الذي يعيش فيه مجتمعهم ، ذلك لعدم تطابق أفكار الكثيرين منهم مع الواقع الحالي بالإضافة الى عدم محاولتهم الانسجام مع الحالة بالطريقة السليمة وهذا يؤثر على متطلبات المصلحة العامة للمجتمع الأيزيدي...
فأن ما يحصل بينهم من تنظيم الاجتماعات وعقد المؤتمرات المتكررة ليس سوى نقص في الرؤية الحقيقية ومعارضة الوحدة ورص صفوف المجتمع  ولم شمله، لذا على الجميع في هذه المرحلة ان يجعل المصلحة العامة للمجتمع في اولوية برنامجهم.
الثالث/ تأثير الجمعيات والمراكز على المجتمع الأيزيدي.
يوجد العديد من الجمعيات والبيوت الأيزيدية في اغلب الدول الأوربية واجبهم الاهتمام بثقافة الديانة الأيزيدية بمختلف مكوناته وفي كافة الدول الاوربية التي يقطنون فيها من اجل الاحتفاظ بعاداتهم وتقاليدهم، بدلا من ان يكونوا في خدمة الأحزاب السياسية التي  يوجههم الى معاداة الشعوب الاخرى في المنطقة كما عليهم مساعدة  بني جلدتهم في فتح المدارس الدينية لأطفالهم وحثهم التعلم الى لغة اجدادهم بدلا من التحدث باللغات الغريبة في هذه الدول...
 اخيرا نقول بانه لا شك فيه ان ابناء هذا المجتمع بحاجة ماسة في هذا الوقت إلى التكاتف والتلاحم اكثر من أي وقت اخر وعلى الجميع بذل الجهود لتحقيق هذه الامنية...
إدريس زوزاني
ألمانيا/ 27/12/2008