الكاتب إدريس زوزاني

الكاتب إدريس زوزاني

الأحد، 30 نوفمبر 2008

"كلمة تأبينية"

كلمة عائلة الفقيد ( الكاتب طارق شكري خمو ) في ألمانيا والتي ألقاها إدريس حسو زوزاني في الحفل ألتأبين الذي قام بأحيائه مركز لالش الثقافي والاجتماعي فرع ألمانيا مشكورا في مدينة أيسن ألمانيا يوم السبت 30.11.2008


بسم الله الرحمن الرحيم

في البداية باسم عائلة المرحوم طارق شكري في ألمانيا نرحب بالسادة الحضور ونشكر مركز لالش الثقافي والاجتماعي في ألمانيا والأصدقاء الذين قدموا يد العون لأحياء هذه الأربعينية
في الحقيقة الأمر أن أحياء هذا الحفل ألتأبين هو علامة ذو اتجاهين
الأولى/ دور مركز لالش الثقافي والاجتماعي نحو تجديد الأفكار والآراء والأبعاد ونضال المنورين والمفكرين الايزيديين والاهتمام بتاريخهم الثقافي.
الثاني/ تأثير الجهد ومثابرة الكاتب المرحوم طارق شكري على المنظر الثقافي الأيزيدي المعاصر واضح ومبين.
فان جهدكم وحضوركم يستحق الشكر لهذا نرى من الواجب أن نذكر الجهات التي تستحق الشكر.
نشكر الفرع السادس للحزب الديمقراطي الكوردستاني المناضل وممثلها السيد سعدالله البرواري مسؤول لجنة محلية دوسلدورف على الحضور.
نشكر جميع البيوت والجمعيات الأيزيدية على حضورهم معنا اليوم.
1- بيت الأيزيدية في أولدنبورك وممثلها السيد صديق باسي على الحضور.
2- بيت الأيزيدية في هولندا وممثلها على الحضور.
3- بيت الأيزيدية في أمريك على مشاركتهم تلفونيا.
4- اتحاد الجمعيات الأيزيدية (.F.E.K) ورئيسها السيد سليمان ئوزمن وبيت الأيزيدية في فيزل على الحضور.
5- كافة الجهات الإعلامية وصفحات الانترنيت على ما قاموا به من الجهد الإعلامي.
6- تلفزيون كوردستان الفضائية وجميع العاملين فيه على جهدهم وحضورهم.
7- كافة أصدقاء ومعارف المرحوم على مشاركتهم وحضورهم.
أعزائي الحضور الصحيح لا يخفى على احد بأن رحيل المرحوم كان خسارة كبيرة بالنسبة لنا، لكن الحقيقة لسنا وحدنا تأثرنا برحيله إلى جوار ربه بل تأثر كل من عرفه أو سمع باسمه بهذا الحادث المؤسف والأليم
اكرر مؤاساتي ومؤاساة جميع الأهل والأصدقاء ومعارف المرحوم داعين الله عز وجل أن يكون مثواه الأخير جنة الفردوس...
وأهلا وسهلا بكم وأشكركم جزيل الشكر على حضوركم لأن حضوركم خففت علينا حزننا
عن عائلة المرحوم طارق شكري في ألمانيا.


إدريس زوزاني
ألمانيا 30.11.2008

الأحد، 23 نوفمبر 2008

"الأكراد...والمؤامرة العنصرية ضدهم"

الغريب في الأمر من خلال التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء نوري كامل المالكي بأنه يعمل جاهدا ليل نهار من اجل إعادة عجلة الزمن إلى الوراء وعودة الدكتاتورية المشؤومة معها كما يحاول وبقوة من خلال إعادة تشكيل أفواج وسرايا الجحوش ومجالس الإسناد، لإفشال ما بناه أبناء شعب كوردستان في كافة جوانب الحياة الثقافية منها والاجتماعية والسياسية وإنشاء مؤسسة إدارية شبه مستقلة والاهتمام الكامل بالمجال العلمي طوال ما يقارب العقدين من الزمن ومحاولة السيطرة على قدراتهم وهدم أحلامهم والقضاء على أمالهم وحرمانهم من حقوقهم المشروعة من خلال أفكاره الطائفية والعنصرية في العراق الجديد...

أن مثل هذه التصريحات والأفكار المريضة إن كتب لها النجاح وفي هذه المرحلة لا قدر الله ليست لها سوى معنى وهي عودة الشعب الكردي إلى المربع الأول أي فترة الهلاك الشامل أبان النظام المقبور والمقابر الجماعية والأنفال السيئة الصيت والضرب بالأسلحة الكيماوية...
أن الظرف الحالي يحتم علينا ليس فقط الحذر من اجل عدم خلق وإثارة البلبلة بين أطياف المجتمع وإنما الكف والابتعاد عن مثل هذه التصريحات الغير عقلانية لأن وراء هكذا أفكار ومخططات لا يستبعد القضاء على التجربة الديمقراطية في البلد كما سيفتح مجال واسع أمام اللذين يقرعون إلى عودة الدكتاتورية وإخلال بالأمن القومي في البلد...
إن التجربة التي نعيشها اليوم هي تجربة مصيرية بالنسبة إلى الشعب العراقي فيجب على الجميع الابتعاد عن المصالح الآنية الضيقة والتفكير بالجدية بمستقبل البلد من اجل بناء دولة قوية حرة ديمقراطية موحدة يحكمه القانون والالتزام بالدستور الذي صوت عليه أكثرية أبناء الشعب العراقي والتخلي عن الأفكار العنصرية والأحقاد الطائفية الضيقة...
بالتأكيد بقاء الشعب الكوردي وبقية المكونات العرقية والدينية مع الشعب العربي في العراق الجديد في مركب واحد مصيره مرهون بالتعاون الجاد والتنسيق والعمل المشترك من اجل أن يبقى البلد موحد والحكومة قوية وقادرة على اتخاذ قرارات صحيحة، فوجود خطاب سياسي عراقي موحد بعيد عن المؤامرة والحقد الطائفي واحترام المكونات الصغيرة هي أساس العيش المشترك ويجعل المركب يسير في الاتجاه الصحيح وبالأمان، أما أن يفكر قادة بعض الأحزاب والتنظيمات الإسلامية والطائفية التي تستلم أوامرها من جهات خارجية في خلق الفوضى وإثارة البلبلة عن طريق مجالس الإسناد أو مليشيات طائفية وتمويلها من أموال الدولة وعلى حساب الشعب واستخدامها كورقة ضغط على بقية المكونات المشاركة في العملية السياسية ولأغراض شخصية كدعاية انتخابية، هذا أمر خطير يجعل العراق مشتتا منقسما...
لاشك في أن ما صرح به المالكي في الآونة الأخيرة هو ليس خطاب المجلس الشيعي بأكمله وإنما هو الحقد الطائفي الجديد القديم لحزب الدعوة الإسلامي من كلا الشقين لأنه عندما كان الجعفري رئيسا للوزراء شهدت العلاقة الكوردية الشيعية شرخا كبيرا وواضحا شكل أزمة كبيرة بينه وبين القائمة الكوردستانية وهذا ما دفع الأخير إلى اتخاذ الموقف من تصرفاته ومحاولة تنحيه بعدما انتخب من قبل الإتلاف الشيعي الموحد ليصبح رئيسا للوزراء لفترة ثانية، هذا كانت بسبب انفراده في اتخاذ القرارات السياسية في الدولة و تهميش الدور الكوردي في الحكومة وتجاهله بقية المكونات السياسية في البلد،بالإضافة إلى قضية كركوك المعقدة والتي أهملها وتجاهلها الجعفري وهي بالنسبة إلى الجانب الكوردي من أهم القضايا أهمية...
فوجود مثل هذه الأفكار والأطماع الرخيصة والمؤامرات التخريبية لا تخدم مصلحة البلد وتجعل الأمور أكثر تعقيدا ونهاية كل مؤامرة هي الفشل والانهيار،وعلى هؤلاء السياسيين المتآمرين الابتعاد عن هذه التصريحات الانفرادية والتفكير بمصلحة البلد ليعيش الشعب العراقي بحرية والرفاهية.

إدريس زوزاني
ألمانيا 23.11.2008

الثلاثاء، 4 نوفمبر 2008

"تأثير القرارات السياسية على الأقليات في العراق"

أثناء فترات حكم كافة الأنظمة الدكتاتورية وفي جميع المراحل التي مرت بها البلد تعرض ولا يزال تتعرض الأقليات والمكونات الصغيرة في العراق إلى الظلم والاستبداد وانتهاك الحريات واجهاض الحقوق، كما تعاملت تلك الانظمة مع هذه الفئات الصغيرة من المجتمع بالقساوة وفرضت عليهم سياسة أمر الواقع بحكم قراراتها الجائرة مستغلة الظروف المعيشية القاسية التي تمر بها تلك الاقليات لتصبح جرائها فريسة سهلة للمنظمات الإرهابية والمجموعات المتطرفة خاصة بعد فترة انهيار الدكتاتورية وتسلم الأحزاب الإسلامية زمام السلطة في الدولة ليبدأ معها بممارسة الاستبداد والظلم والخطف والقتل الجماعي تجاه هذه المكونات من المجتمع وهذا ما يدفعهم إلى الهروب من الواقع السيئ الذي يجبرهم إلى الهجرة الجماعية من مناطقهم وارض ابائهم وأجدادهم...
يعلم الجميع حدة التوتر السياسي في الآونة الأخيرة وازدياد شدة الضغوطات من قبل والمجاميع الإرهابية على الأقليات العرقية والدينية وخاصة في مدينة الموصل حيث قتل الأيزيديين وطرد المسيحيين وتهجيرهم وتهديد الشبك بالانتقام او ترك مناطقهم، كل ذلك ظهرت مع بدء السجال السياسي وبروز المسالة الطائفية والخلافات المذهبية بين الفصائل المختلفة في البلد وأثرت هذه التوازنات سلبا على مستقبل الاقليات وجعلهم يدفعون ثمن خلافات العقلية المريضة وحساب الصراعات الفئوية الرخيصة...
*- الغاء المادة 50 من قانون مجالس المحافظات.
بالتأكيد إلغاء المواد القانونية من الدستور العراقي لا يخدم مصلحة الشعب الذي يتكون من مكونات وأقليات وأطياف مختلفة بل من المفروض الحفاظ على حقوقهم ومراعاة شعورهم وليس تهميشهم وإقصائهم...
كنا نأمل في نجاح الديمقراطية وهي تعم العراق الجديد خيرا، شريطة ان تصان حقوق كافة أفراد المجتمع، لكن تهميش الأقليات العرقية والدينية من خلال حذف المادة المذكورة من قانون مجالس المحافظات يعتبر احد المؤشرات الخطيرة وهي خرق واضح لمبادئ الديمقراطية التي اقرها الدستور الجديد في العراق وانتهاك صارم لحقوق الإنسان، لأن الديمقراطية الحقيقية تعني حماية حقوق الأقلية التي تشعر بالغبن والاضطهاد وليس تلك التي تضمن حقوق الأغلبية في الدولة...
وحذف هذه المادة القانونية لمجالس المحافظات لا تعنى فقط حرمان الأقليات من حقوقها، بل يتسبب في عمق الخلافات بين ابناء المجتمع ومع الغائها تكشف حقيقة المعدن الطائفي لقادة الأحزاب الإسلامية المتطرفة والمهيمنة على الحياة السياسية في البلد.
*- الأهداف من وراء إلغاء تلك المادة هي:
1.     محاولة تفكيك المجتمعات عن بعضها وتشتيتها في البلد.
2.     محاولة إضعاف موقف كافة المكونات الأصيلة للمطالبة بتمثيلهم الحقيقي في الانتخابات القادمة لمجالس المحافظات.
3.     إبعادهم عن العملية السياسية وحرمانهم من حقوقهم المشروعة.
4.     تكوين مشاريع حيوية ومصالح خاصة في بعض المناطق على حساب هذه المكونات العريقة.
5.     تجاهل النسبة السكانية لهذه المكونات في مناطقهم.
بالتالي يجب على الأقليات العرقية والدينية في هذه المرحلة أن تتكاتف وأن ترفض أية خطوة سياسية تأتي على حساب وجودهم وانتمائهم وأن يتحدوا مع بعضهم البعض كي يحصلوا على حقوقهم الكاملة والمشروعة وأن يحاولوا بإصدار قرارا يتناسب مع احترامهم ومكانتهم كبقية أفراد المجتمع.
إدريس زوزاني
ألمانيا/ 04/11/2008